منتدى قرية إبراهيم عبدالله

أهلاً وسهلا بكم زوار منتدي قرية ابراهيم عبدالله الكرام.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى قرية إبراهيم عبدالله

أهلاً وسهلا بكم زوار منتدي قرية ابراهيم عبدالله الكرام.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

منتدى قرية إبراهيم عبدالله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى قرية إبراهيم عبدالله

خاص بهموم وشئون المنطقه


    الدوبيت

    Osman Yousif
    Osman Yousif
    عضو برونزي
    عضو برونزي


    نقاط : 244
    تاريخ التسجيل : 19/04/2012

    الدوبيت Empty الدوبيت

    مُساهمة من طرف Osman Yousif الأحد يونيو 10, 2012 2:55 pm

    الدوبيت


    نقلا عن مقال للاستاذ علاء الدين شاموق

    الدوبيت .. ضرب شعري غنائي أشتهر به سكان المناطق الرعوية في السودان، وله
    أسماء أُخر في العالم العربي مثل الزجل والمواليا، أصله كلمة فارسية مكونة
    من شطرين أولهما (دو) ويعني اثنين، والمعنى واضح وهو الشعر ثنائي الأبيات،
    حيث يتكون الدوبيت من قصيدة غنائية طويلة مكونة من مقاطع صغيرة تتألف من
    بيتين من الشعر بذات القافية مع اشتراط انتهاء الشطر الأول لكل منهما بنفس
    القافية التي ينتهي بها البيت، وهذا ما يجعل المقطع الواحد من الدوبيت
    مكون من أربعة أجزاء صغيرة موحدة القافية مثاله ..



    الناس العلي الساحر بشقّوا الصيّ

    أمسوا الليلة فوق راياً نجيض ما نيّ

    ناس أب ترمة جاموس النحاس أب ديّ

    عقدوا الشورة ميعادهم جبال كربيّ


    وهناك حالات يكون فيها المقطع ثلاثياً أو خماسياً وفي حالات نادرة يكون
    سداسياً، ويشتهر بهذا النوع سكان بوادي السودان الغربية في كردفان
    ودارفور، وفي بعض المناطق من أواسط السودان الغربية المتاخمة لكردفان، كما
    أن أغلب شعر (الحكّامات) بغرب السودان ينتمي لهذا الدوبيت الثلاثي، ومثاله
    من غرب السودان هذا المقطع الجميل الذي يُمدحُ به العرسان ليلة عرسهم
    وتغنيه لهم بنات الفريق ..


    سقتا النَّم علي الجاغوس

    الشجرة الظليلة الما نقرها السوس

    في راسها النمر وفي ظلها الجاموس


    ورغم أن الدوبيت متجذر في وجدان القصيدة السودانية الدارجة، ويشكل الضرب
    الأوفر حظاً من الانتشار والتداول لسهولة حفظه وجمال معانيه وارتباطه
    بحياة البداوة الفطرية التي يحن إليها كثير من الناس الذين شغلتهم حياة
    المدن والحواضر عن الاستمتاع بجمال تلك الحياة، إلا أن شكل قصيدة الدوبيت
    كما هي في السودان لا تنتمي حقيقة إلى الدوبيت بمعناه في العالم العربي،
    حيث الدوبيت هو أحد فنون الشعر المعربّة والخارجة عن أوزان الشعر العربي
    الخمسة عشر، وللدوبيت خمسة أنواع جميعها لا تطابق الدوبيت الذي نعرفه في
    السودان وأقربها إلى الدوبيت السوداني هو النوع المسمى : (الرباعي الخالص)
    وإن كان يختلف عنه اختلافاً طفيفاً، ويتفق معه في كثير من النواحي الأخرى،
    حيث يتفق معه في وحدة القافية في المقاطع الأربعة، ويختلف معه في وجوب أن
    يكون هناك جِناسٌ بين قافيتي المقطعين الأولين، وجناسٌ بين القافيتين
    الأخيرتين، وبذا يختلف عن الدوبيت السوداني الذي لا يشترط سوى وحدة
    القافية في جميع المقاطع. أما بقية أنواع الدوبيت الأربعة فهي بعيدة كلياً
    عن فكرة الدوبيت المتعارف عليه في السودان وفي منطقة البُطانة على وجه
    الخصوص.


    ينتمي الدوبيت السوداني إلى بحر من بحور الشعر (المستحدثة)، وهو البحر
    المسمى بحر (المواليا)، الذي هو فنٌ (مستحدث) قيل أنه أستخدم أول مرة
    لرثاء الوزراء البرامكة حين نكبتهم على يد الخليفة العباسي، وهذا النوع من
    الشعر مطابق تماماً لما نسميه نحن في السودان (الدوبيت)، حيث لا يشترط هذا
    الضرب من الشعر سوى اتفاق القافية الأخيرة من كل جزء من الأجزاء الأربعة
    أو الثلاثة من مقطع الدوبيت، وربما أتى الخلط بين المواليا والدوبيت – في
    اعتقادي - لعلاقة المواليا بالفرس البرامكة.


    ويعتقد الكتّاب والمؤرخون أن المواليا ضرب من الشعر المستحدث والذي لم
    يجري على ألسنة العرب في الجاهلية، حيث أن المقياس هو بحور الخليل بن
    احمد، ولكن ربما أغفل الخليل بن أحمد هذا الضرب من الشعر ولم يرد مطلقاً
    في بحور شعره الخمسة عشر، أقول أغفله لأن هذا النوع من الشعر ينتمي إلى
    الشعر الجاهلي وأخص الثلاثي منه بالذكر، وربما أغفله الخليل غير عامد لأن
    استخدامه لم يكن كثيراً، لذا ومن باب إحقاق الحق ينبغي أن يعترف بالمواليا
    كأحد بحور الشعر الرسمية المعتمدة. ودليلي على كون المواليا أكثر أصالة من
    جميع بحور الشعر الأخرى، أن أقدم قصيدة شعر عربي على الإطلاق هي قصيدة
    العنبر بن تميم والتي كتبت قبل الهجرة النبوية بحوالي مائة وخمسين سنة،
    وكان قد نظمها لحداء الإبل وهو عائد من منطقة تسمى بهراء في الجزيرة
    العربية، قال فيها ..


    قد رابني من دلوي اضطرابها

    والنأي في بهراء واغترابها

    إن لم تجيء ملأى يجيء قرابها


    ونلاحظ مدى الشبه الشديد بين بناءِ هذه المقطع وبين مقطع قصيدة المواليا
    وزناً وقافية و(استخداماً)، ورغم أن هذا المقطع لم يعرف إن كان له بقية من
    قصيدة أم لا، إلا أنه حتى وإن لم يكن مقطعاً معزولاً من ثلاثة مقاطع فقط،
    فهو على الأقل يحاكي تماماً من ناحية الوزن أوزان المواليا الثلاثية
    الموجودة في غرب السودان.



    ورغم أن المقطع السابق من قصيدة العنبر بن تميم قريب الشبه من البحر
    السابع من بحور الشعر وهو (بحر الرجز) إلا أن وجود القافية في نهاية كل
    مقطع ينفي انتماءه لهذا البحر، حيث أن بحر الرجز لا وجود للقافية في نهاية
    كل شطر من قصائده.



    وقد استخدمت المواليا أو كما تسمى في السودان الدوبيت في مختلف المناسبات
    والأغراض، مدحاً ورثاءً وغزلاً وتشبيباً وفخراً وحماسة، يقول الشاعر
    العظيم (ود ضحوية) في نقده لظاهرة اجتماعية بدأت في الظهور في وقته، وهي
    عادة التبطل واللا عمل، وينتقد فيها الولد الشاب الذي لا يسافر (لقطع
    الطريق) إلى أن ينقضي الشهر ويهل هلال الشهر الجديد ولا يرد البحر يعطن
    ويبل (شنانه) في مائه، ولكنه رغم خموله وكسله حينما تمر الفتيات أمامه
    فإنه يراهن كالصقر ويمشي أمامهن مشية الغرور والفخر (القدلة)، ويختمها
    بوصف هذا الشاب بالخيبة والمذلة ..



    ولداً ما سَفَر لمن شهيرُو يهلّ

    ما وَرَدَ البَحَر .. عطَّن شنانُو يَبلّ

    وكت الشوف .. يشوف متل الصقير يقدل

    وا خيبةً علي ولداً يعيش بالذل


    وللدوبيت في السودان حظ وافر من القصائد الغزلية الرائعة، وأشهرها تلك
    القصائد التي كتبها العاشق المتيم قيس البُطانة (المحلق الحمراني) في ابنة
    عمه وزوجته (تاجوج) الجميلة، يصف عينيها بأنها فص ألماس يزين الذهب
    المُجمَّر ويشبه شفتيها بالتمر وشعرها بالبستان وخصرها بالضمور وملمس
    جلدها بملمس القماش الكيدي المخطط، وذلك حينما أصابته اللوثة العقلية
    نتيجة طلاقه منها ..



    فص الماز مركَّب فوق مجمَّر

    فص عينيكِ يا أم خشماً متمَّر

    فوق بستان .. تِحِت سالك مَضمَّر

    جليدك .. طاقة الكيدي المنمَّر


    ويقول أحدهم وأظنه أيضاً (ود ضحوية) مادحاً الكرم والبذل، ورغم ان ود
    ضحوية كان قاطع طريق إلا أن قطاع الطريق في ذلك الوقت كانوا أشبه بروبن
    هود (لصوصٌ نبلاء)، فهم يقطعون طريق الإبل فقط لاغير، أما النعاج والبقر
    فإنهم يعفّون عن نهبها، كذلك لا ينهبون أملاك النساء ولا الأطفال، يقول
    الشاعر أن هذه الإبل إن (حرَّن) أي كن لدى غيره فهن بُكار (والبكرة هي
    الناقة) ولسن صفائح زيت، أي أن ما سيبذله من تعب هو من أجل شيء له قيمة
    مادية ومعنوية في ذات الوقت، وإن (بردَن) أي حينما ينتهي حرّ المعركة
    وتصير هذه الإبل ملكه وتتحول لنقود فإنه ليس بخيلاً بها للغير ..

    ان حرَّن بُكار .. ما هن صفائح زيت

    وإن بردن نقود .. ماني البخيل صريت



    وللأبيات بقية لا أذكرها.


    نجد في شعر (الهمباته) الذي هو نوع من الدوبيت الخاص بقطاع الطريق في
    العهود الغابرة، جميع معاني الشعر، وأكثر ما كتبوه كان عن رحلاتهم الشاقة
    لنهب الإبل من بقاع السودان المختلفة، وفي ظني أن هؤلاء الهمباتة كانوا من
    العوامل التي ساعدت (جزئياً) في توحيد السودان بعض الشيء في زمان كان
    السودان فيه قارة لا وطن، وقد وحدتهم (ظروف عملهم) قبل أن تتوحد البلاد،
    فنجدهم إخوة تجمعهم الصداقة و(الخوة) رغم تباين مناطقهم الجغرافية، وفي
    ذلك يقول قائلهم ..



    الخبر البيجي الصدِّيق مقفَّل جُوَّة

    حالف ما بقيف دونو ان بقيت في هوَّة

    عِنْ طرش الدرق ما بنسى شرط الخوَّة

    كبّاس للدهم .. عند البقول : يا مروَّة

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 5:31 pm